بقلم...أ.د. لطفي منصور خاطِرَةٌ عَلَى الطَّريق!!!

 بقلم...أ.د. لطفي منصور

خاطِرَةٌ عَلَى الطَّريق!!!

..............................

عِنْدَما خَبَتْ لَوْعَةُ الْتَّيْمْ:

حَيَّ عَلَى الفَلاحْ

لا يَصْلُحُ إلّا دَرْبُ النَّجاحْ

فَهَيّا فَنورُ العِلْمِ قَدْ لاحْ

فالقلبُ قَدْ أَثْخَنَتْهُ الْجِراحْ

قَدْ فَتَكت بِهِ تباريحُ العِشْقِ

فليسَ مِنْهَا بَراحْ

أَصْبَحَ فاقٍدَ النَّبْضِ مُضْنًى دَنِفًا

لا تَشْفيهِ الْوُجوهُ السِّماحْ

وَمُهْجَةٌ شَفَّها الْوَجْدُ والهَوَى

لا يُنْعِشُها قَرَنْفُلٌ ولا الأُقاحْ

يكادُ مِنْ لَهيبِها يَسْتَعِرُ الْحَشا

وَتَهْترِئ المفاصِلُ ويَشُوكُ الْمَراحْ

يا رَبُّ غَرَسْتَ فينا الصَّبابَةَ والْجَوَى

وَحُبَّ لِقاءِ الأنْفُسِ الحَرَّى بِالنُّواحْ

فَهَلّا عَطَفْتَ عَلَى أفْئِدَةٍ

جَفَّفَها الشَّوْقُ بِالغُدُوِّ والرَّواحْ

إِنْ هَجَعْنا لاحَ الطَّيْفْ يُؤَرِّقُنا

وَإِنْ سَمَرْنا نازَعَتنا بناتُ الْفِكْرِ

فلا راحَةًٌ ولا مُسْتَراحْ

فالجِسْمُ نَحيلٌ، والتَّوْقُ جَليلٌ،

والصَّبْرُ هَزيلٌ، والْعَيْشُ كِفاحْ

اللَّهُمَّ أَلِنْ قُلوبًا كالصَّخْرِ صَلابَةً

بَعْدَ لِينٍ كَحريرِ الشَّامِ رَباحْ

ماذا جَرَى حَتَّى غَدَا الْكُرْكِيُّ صَقْرًا

والحمامُ بازًا والعَندليبُ بِلا جَناحْ

أيُّها الغائِبُ عَنَّا في سُهوبِ الضَّبابِ

وَمتاهاتِ الْجَفْوَةِ عِ ، وأفِقْ

وَاذْكُرْ زَمانًا وَنَعيمًا مُكَلَّلًا بِانْشِراحْ

وَأيّامًا تَأْمُرُ فيها فَتُطاعُ

وتَحْلِبُ النّحْلَةَ فَتَدُرُّ عَسَلًا

شَهْدًا مِنَ المُروجِ والبِطاحْ

إذًا غَرَّدَ اليراعُ أطاعَتْهُ

بناتُ الفِكْرِ بِلُبابِ الآدابِ

لا بالْمُزاحْ

فَتَنْهَلُ فيها ما تَشاءُ مِنْ ثِمارِ العِلْمِ

دُونَ نُضوبٍ كَالْعِدِّ الْمُباحْ