اسْتِراحَةٌ... بقلم...أ. د. لطفي منصور


اسْتِراحَةٌ...

 بقلم...أ. د. لطفي منصور

...................

اسْتِراحَةٌ مَعَ أَبْباتٍ لِلشّاعِرِ كَمالِ الدِّينِ ابْنِ النَّبِيهِ. وَهُوَ عَلِيُّ بُنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، مِنْ شُعَراءِ الدَّوْلَةِ الْأَيّوبِيَّةِ، وُلِدَ في مِصْرَ، مَدَحَ الْمَلِكَ الْأَشْرَفَ مُوسَى، (القرنُ السّابِعُ الْهِجْرِيُّ) وَرَئِسَ دِيوانَ الْإنْشاءِ، ثُمَّ رَحَلَ إلى نَصِيبينَ فيي سور يّا وَسَكَنَها وَتُوُفِّيَ بِها. لَهُ دِيوانُ شِعْرٍ مَطْبُوع.
قالَ مِنْ أَجْمَلِ الشِّعْرِ وَأَخَفِّهِ عَلَى الْقَلْبِ، لا أُشَبِّهُهُ إلّا بِرَقائِقِ الْخُبْزِ الْأَبْيَضِ، تَأْكُلُ مِنْها وَلا تُحِسُّ بِالشِّبَعِ . القصيدة مِنَ الْوافِرِ
- أَمانًا أَيُّها الْقَمَرُ الْمُطِلُّ
فَمِنْ جَفْنَيْكَ أَسْيافٌ تُسَلُّ
- يَزِيدُ جَمالُ وَجْهِكَ كُلَّ يَوْمٍ
وَلِي جَسَدٌ يَذُوبُ وَيَضْمَحِلُّ
- وَما عَرَفَ السُّقامُ طَرِيقَ جِيْمِي
وَلَكِنْ دَلُّ مَنْ أَهْوَىة يَدُلُّ
(الدَّلَُ: الْحُبُّ الشَّدِيدُ. انظُروا إلَى الْجِناسِ التّامِّ بَينّ الدَّلِّ والْفِعْلُ الْمُضارِعِ يَدُلُّ)
- يَمِيلُ بِطَرْفِهِ التُّرْكِيِّ عَنِّي
صَدَقْتُمْ إنَّ ضِيقَ الْعَيْنِ بُخْلُ
(مَثَلٌ سائِرٌ بَيْنَ النّاسِ أنَّ الْعُيونَ الضَّيِّقَةَ تَدُلُّ عَلَى بُخْلِ صاحِبِها)
- إذا نُشِرَتْ ذَوائِبُهُ عَلَيْهِ
تَرَى ماءً يَرِفُّ عَلَيْهِ ظِلُّ
(يَرِفُ مِنَ الرَّفيفِ وَهُوَ التَّمَوُّجُ واللَّمَعانِ)
- وَقَدْ يَهْدِي صَباحُ الْخَدِّ قَوْمًا
بِلَيْلِ الشَّعْرِ قَدْ تاهُوا وَضَلُّوا
(خَدُّ هذا الْمَوْصُوفِ كَفَلَقِ الصُّبْحِ يَهْدِي التّائِينَ السّائِرِينَ في شَعْرِ الْمْدُوحِ الْأَسْوَدِ. شَبَّهَ شَعْرَ الْمَمْدوحِ الْكَثِيفِ كاللَّيل)
- أَيا مَلِكَ الْقُلُوب فَتَكْتَ فِيها
وَفَتْكُكَ في الرَّعِيَّةِ لا يَحِلُّ
- قَلِيلُ الْوَصْلِ يُقْنِعُها فَإنْ لَمْ
يُصِبْها وابِلْ مِنْهُ فَطَلُّ
(الضَّمِيرُ في يُقْنِعُها يَعُودُ إلى الَّعِيَّةِ)
- أَ دِرْ كَأْسَ الْمُدامِ عَلَى النَّدامَى
فَفِي خَدَّيْكَ لِي راحٌ وَنُقْلُ
(الْمُدامُ الْخَمْرُ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأنَّها دامَتْ طَوِيلًا في الدِّنانِ فَعُتِّقَتْ، والرّاحُ: الْخَمْرُ أَيْضًا، وَالنُّقْلُ ما يُعَلَّلُ بِهِ عَلَى الشَّرابِ كَالْمُكَسَّراتِ)
- فَنِيرانِي بِغَيْرِكَ لَيْسَ تُطْفَا
وَأَشْواقِي بِغَيْرِكَ لا تُبَلُّ
إلَى هُنا.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أسراب نحيب... بقلم...عماد عبد الملك الدليمي

✿✿✿✿((لاتيأسْ))✿✿✿✿ بقلم...عدنان الحسيني

رحيل عبر الأثير... بقلم... دنيا اليوسف