تألّق الأنوثة... بقلم... حسن رمضان
تألّق الأنوثة...
بقلم... حسن رمضان
*****
يقول العارفون
إنَّ أطيبَ الخمور المُعتَّقْ
ساحرٌ
مُسكِرٌ
يُفرحُ القلبَ
يُنسي الهمومَ
كلُّ ما قيلَ في الخمر غريبٌ
لستُ أدري
لعلَّ ما قيلَ خبرٌ مُصدَّقْ
فأنا لا أشرب الخمرَ هذا
إنَّ خمري آدميٌّ
مذاقهُ يُنعشُ الروحْ
ولمسُهُ يُشفي الجروحْ
والنساء هُنَّ خمري
وإنَّ أطيبَهُ وفقَ تجربتي المُعتَّقْ
كُلَّما زادتْ سنونُهُ
طابَ جنونُهُ
ومَنْ أنكرَ ذلكَ أحمقْ
ما أطيبَ خمرَ الأربعينْ
ففيهِ تُقيمُ البراكينْ
وأنوثةٌ تزدادُ تألُّقاً
ونارٌ تحرقُ مَنْ شاءَ أنْ يُحرَقْ
هي بحرٌ واسعٌ
الغوصُ فيه رائعٌ
يطولُ فيه عُمْرُ الغطَّاسينْ
والغرقُ مُيسَّرٌ لمن شاءَ أن يغرَقْ
هي نكهة الأربعينْ
ثمارٌ ناضجةٌ
فيها الغذاءُ
وفيها الدواءُ
وفيها النَّقاءُ
وفيها الصفاءُ والحُلُمُ المُحقَّقْ
الخمرُ في خوابيها
والنارُ في روابيها
فاستحقتْ بذي الصفاتِ أن تُعشَقْ
***
أسروها
سجنوها في خريفٍ
أسقطوا أوراقها
حاولوا إحراقها
إني غفرتُ لهم
فهم لا يدرونَ ما يفعلونْ
وبسِرّ الأنوثةِ لا يعرفونْ
مساكينَ هُمُ
جاهلونَ هُمُ
هم لا يدرونَ بأنّ الشجرَ كلّما تجذّرَ أثمرَ وأورقْ
وأنّ القلبَ كلما كبُرَ عرفَ كيف يعشَقْ
وبأنّ في الأربعينَ من العواطف فيلقْ
حدائق زنبقْ
حق الأربعينَ على السجّانينَ أن يُعتقْ
وعلى الأربعينَ أن ينتفضَ لكي يُخلقْ
ذاكَ الموتُ مصطنعٌ
آنَ أوانُ القيامةِ
إنّ الربيعَ بعد الأربعينَ قد أشرقْ
يحملُ في جُعبته الطفولةْ
وامرأةً جذّابةً وخجولة
وانوثةً جامحةً على شاطئ بحرٍ أزرقْ
خسِر الجاهلونْ
فازَ العارفونْ
فإنَّ بابَ " الأربعينَ " مفتوحٌ على" الشقاوة " ولن يُغلَقْ
*********
شاعر الأمل حسن رمضان - لبنان
تعليقات
إرسال تعليق