بقلم...أ. د. لطفي منصور مِنْ جَواهِرِ الْعَرَبِيَّةِ:

 بقلم...أ. د. لطفي منصور

مِنْ جَواهِرِ الْعَرَبِيَّةِ:
.............
لَمْ يَتْرُكْ أَسْلافُنا الْبَرَرَةُ عُلُومًا في اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ لَمْ يَطْرُقُوها، مِنْ بَيْنِ هَذِهِ الْعُلُومِ الَّتِي وَقَفْتُ عَلَيْها عِلْمُ أَسْماءِ بَقِيَّةِ الْأَشْياءِ. وَهُوَ مَّا انْفَرَدَتْ بِهِ لُغَتُنا عَنْ سائِرِ لُغاتِ الْعالَمِ.
وَبِفَضْلِ اللَّهِ وَقَعَ في يَدِي طَبْعَتانِ مِنْ كِتابِ "مُعْجَمُ أَسْماءِ بَقِيَّةِ الْأَشْياءِ" لِلْعالِمِ اللُّغَوي الشّاعِرِ أَبِي هِلالٍ الْعَسْكَريِّ.
اسْمُهُ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بنِ سَهْلٍ ، وَهُوَ مَنْسُوبٌ إلى عَسْكَرْ مَكْرَم بَلدَةٍ تَقَعُ في مِنْطَةِ الْأَهْواز ، وَفيها نَشَأَ وَأَلَّفَ وَكَتَبَ.
لَهُ مِنَ الْكُتُبِ الَّتي أَمْتَلِكُها
كِتابُ الصِّناعَتَيْنِ (الشِّعْرُ وَالنَّثْرُ)، وَكِتابُ جَمْهَرَةُ الْأمثالِ عَلَى حُروفِ الْمُعْجَمِ، وَكِتابُ "الْفُرُوقُ في اللُّغَةِ" وَضاعَتْ لَهُ كُتُبٌ كَثِيرَةٌ. تُوُفِّيَ في مَسْقَطِ رَأْسِهِ بَعْدَ سَنَةِ (٣٩٥هج)
جَمَعَ لَنا في مُعْجَمِهِ الْمَذْكُورِ مِنَ الشِّعْرِ وَالْمَعاجِمِ الَّتي كانَتْ مَعْرُوفَةً لَهُ في الْقَرْنِ الرّابِعِ الْهِجْرِي، وَمِنْ كُنُوزِ الْأَدَبِ الْأَسْماءَ الَّتي اسْتَوْعَبَتْها الْعَرَبِيَّةُ لِبَقِيَّةِ الْأَشْياءِ، وَهَذا لَمْ يَفْعَلْهُ أَحَدٌ قَبْلَهُ فِيمَنْ أَعْلَمُ، وَرَتَّبَها عَلَى حُرُوفِ الْمُعْجَمِ، لِيَسْهُلَ تَناوُلُها.
لِلْكِتابِ طَبْعَتانِ أَنيقَتانِ مُفَهْرَسَتانِ :
الِأُولى بِعُنْوان الْمُعْجَمْ في بَقِيَّةِ الْأَسْماءِ، سَنَةُ الْإصْدار ١٩٩٧م.
الثّانِيَةُ الْعُنْوانُ نَفْسُهُ، سَنَةُ الْإصْدار ٢٠٠٥م.
إلَيْكُمْ نَماذِجَ مَنَ الْمُعْجَمِ الْمُخَصَّصِ لِأَسماءِ بَقِيَّةِ الْأَسْماءِ.
- الْأَثارَةُ: الْبَقِيَّةُ؛ جاءَ في الْقُرْآنِ: (أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ) أَيْ بَقِيَّةٌ مِنْ عِلْمِ تَدُلُّ عَلَى صِدْقِهِمْ.
- الْبَسِيلُ: بَقِيَّةُ الشَّرابِ، وَمِثْلُهُ السُّؤُرُ وَالْحُثالَةُ.
- التَّلِيَّةُ وَالتُلاوَة: يُقالُ تَلِيَتْ مِنْ دَيْنِي تَلِيَّةٌ أَوْ التُّلاوَةُ. وَكَذَلِكَ التَّرِيكَةُ وَهِيَ بَقِيَّةُ الْكَلَإ في الْمَرْعَى.
- الثَّمِيلَةُ: بَقِيَّةُ الطَّعامِ في الْمَعِدَةِ.
- الثُّمالَةً: بَقِيَّةُ رَغْوَةِ اللَّبَنِ .
- الجُرامَةُ: بَقِيَّةُ الرُّطَبِ بَعْدَ جَذْمِ النَّخْلِ، وَأصْلُ الْجَذْمِ الْقَطْعُ.
- الْجِزْعَةُ: بَقِيَّةُ الشَّحْمِ.
- الْحُشاشَةُ: بَقِيَّةُ النَّفْسِ
- الْحِضْجُ: الرَّجُلُ الْمُتَحَمِّس. نَقولُ: بَقِيَ مِنَ الْقَوْمِ حِضْجٌ.
- حَمْحامُ: كَلِمَةٌ تُقالُ لِنَفْيِ الْبَقِيَّةِ. عِنْدَ السُّؤالِ : هَلْ عِنَدَكَ بَقِيَّةُ شَيْءٍ؟ تَقُولُ حَمْحام أيْ لا شَيْءَ.
- الْخُلَّةُ: ما يَبْقَى مِنَ الشَّجَرِ في الشِّتاءِ.
- الْخَيْطَةُ: الْماءُ الْباقِي في الْحَوْضِ.
- داعِي اللَّبَنِ : بَقِيَّةُ اللَّبَنِ في الضِّرْعِ.
- الذُّبابَةُ: بَقِيَّةُ الدَّيْنِ ، وَهِيَ مُؤْذِيَةٌ. يَقولونَ: بَقِيَتْ مِنَ الدَّيْنِ ذُبابَةٌ أَوْ تَلِيَّةٌ كَما مَرَّ.
وَالذُّبابُ وَحِدُ الذُّبّانِ . لا نَقُولُ لِلْحَشَرَةِ ذُبابَةً بَلْ ذُبابٌ، والْعامَّةُ تَقُولُهُ، وَسُمِّيَ ذُبابًا مِنَ الْفِعْلِ ذَبَّ أيْ مَنَعَ.
- الذَّماءُ: بَقِيَّةُ النَّفْسِ.
أَكْتَفي بِهذا الْقَدْرِ. فَهُناكَ مِئاتُ الْأَسْماءِ كُلُّها تَدُلُّ عَلَى ثَراءِ الْعَرَبِيَّةِ وّاتِّساعِها.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أسراب نحيب... بقلم...عماد عبد الملك الدليمي

✿✿✿✿((لاتيأسْ))✿✿✿✿ بقلم...عدنان الحسيني

رحيل عبر الأثير... بقلم... دنيا اليوسف