....فقط..لي..أنا..... بقلم...سهاد حقي الأعرجي...
.....فقط..لي..أنا.....
بقلم...سهاد حقي الأعرجي...
..........................
بعد مضي وقت...
أدركت أنني تغيرت كثيراً...
وأنني لم أعد...
ذات الضفائر...
الشقراء اللامعة...
بل استيقظت...
في صباح يوم ما...
فتوقفت أقدامي...
أمام مرآتي...
ونظرت..ووجدت
امرأة...
ناضجة تحدق بي...
وتتأمل بملامحي جيداً...
وتضع يدها على رأسي...
وكأنها تعرفني من قبل...
أو تريد أن لا ارتعد منها...
فأعادت...النظر وبدقة
ولكن هذه المرة
أصبح التأمل موجعا...
فالتحديق رماها...
لزمن بعيد جداً...
الى أن أرجعتها الذكريات...
لتلك النقوش والخطوط...
التي حفرت على وجهها...
فأغلقت عينيها...
وهي مازالت تحرك...
أناملها فوق وجنتي...
ولكن ما أفزعني...
هو انني...
وجدتها تحتضنني...
وهي تبكي بشهقات...
آلمت الروح قبل الوتين...
ما الأمر تساءلت مع نفسي...
من تلك المرأة وماذا تريد مني...
ولم هي تبكي واحتضانها...
دافئ هكذا كأمي وأبي...
الإثنان معا...
فسكت وأنا اترقب...
منها خطوتها التالية...
والارتعاد يجبرني...
على السكون والثبات
عل أجد...
منها جواباً يشفيني...
ويضيع مني هذا الخوف...
فرفعت رأسها وابتعدت...
عني قليلاً وكأنها لا تريد ذلك
فقط تريد محادثتي...
فنظرت إلي وهي تمسح...
دموع احرقتها الأحزان...
وقهرتها الأزمان...
وقالت لي...
ما أسمك.أنت هلا تجيبي
فتلعثمت قليلاً وأجبت...
وماذا تريدين من اسمي...
لا شيء...فقط الفضول
فرددت وبعد أن أخذت
شهيقا طويلاً...
حسنا..سأجيبك
ولكن أتمنى أن لا تملي...
أعدك عزيزتي بذلك...
فقط تكلمي...
أنا السهد والغضب والحزن...
والآهات شققت كل أوراقي...
والصبر والقهقهات...
رمتني بين ألسنة اللهب...
والسخافات والهموم والأنين...
عشقت كل حروفي...
والسحاب والرعد والمطر...
اسقطتني بين فكي الافتراس...
والهدوء والسلام...
لطالما حاربت من أجلهما...
كل غدر...
وكل ما يأتيك من عنوان...
تكتبيه لحياتي...ارسميه
إن استطعتي..
وهناك ما لا أقدر أن
أبوحه فقط...لأجلي
للحظة...صمتت
ورجعت بسؤال آخر...
لم أنت حزينة...
فابتسمت وبدأت بالبكاء...
أنا لست بحزينة...
بل أنا الحزن كله.....
فعدت للصمت...
وقلت وأنا أدندن...
وبصوت خافت وهادئ...
أغنية كنت أغنيها وانا طفلة...
واحببتها لأني فهمت ما تعني
فنقشت بقلبي...
ولكن من تكوني كي...
تسألينني عن كل هذا...
فأجابتني...
ألم تعرفينني...أو تتذكري
كيف أننا كنا أصدقاء...
وكم جلسنا وتحدثنا كما الآن...
كشخص واحد...
فسرحت قليلاً...
ماذا تقولين...كيف..واحد
فبدأت بالصراخ والخوف...
يتآكلني ويبدد سلامي بعيداً...
لم أعد أفهم شيئاً..من أنت
هيا قولي...
فابتسمت لي وبطريقة جميلة...
فشعرت بشيء يسري داخلي...
وكأن نبع ماء بارد...
فوجدتني ابتسم لها...
شعرت انني اعرفها...
ولكن متى واين...
فتعمقت اكثر بها...
ورفعت كفي لأبعدها عني...
ولكنني..كنت..أبعد..نفسي
عن..نفسي...
فبكيت...
وعلمت وادركت...
انني كبرت كثيراً...
والشيب ملأ رأسي ...
واختفت خصلاتي الذهبية...
ولم أعد...أعرفني
أو حتى أجد إشارة...
تدلني علي...
وعلى ضوء نهاية النفق...
ليغسل كل الهموم...
وما بقي بي هو...
ثوب الحكمة والصبر الكبير...
نعم كانت...أنا
فأهلا بها أينما حلت...
وشكراً لأنها كانت معي...
في كل لحظات ضعفي...
وقوتي وشاركتني في
لملمت شتاتي...
وداعاً لذلك العمر...
الذي سرق مني...
وسرعان ما سنرحل
وننسى وكأننا لم نكن..يوماً
شكراً لك دائماً وأبداً...
لأنك لم تعرفي أن تخوني...
أو تتركي من أحببتي...
دون أي أسباب...
أو تقلعي من وضعتيه...
بأعماقك دون موت...
شكراً لكل من قتلني...
وتمنى أن يشوه أجندتي...
رحلت...عن الجميع
ولكن..دون..غفران
فقط..لي..أنا
---بقلمي---
...سهاد حقي الأعرجي...
3/1/2023
الثلاثاء
تعليقات
إرسال تعليق