بقلم...أ.د. لطفي منصور الْفَرَحُ وَما قِيلَ فِيهِ:
بقلم...أ.د. لطفي منصور
الْفَرَحُ وَما قِيلَ فِيهِ:
......................
ذُكِرَ الْفَرَحُ في الْقُرْآنِ الْكَريمِ في قَوْلِهِ تَعالَى (يونس آية ٥٨):
"قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمّا يَجْمَعُونَ”.
قالَ بَعْضُ الُعارِفينَ (أَحَدُ أَئِمَّةِ الصُّوفِيِّينَ الْعارِفينَ بِاللَّهِ) : "ما فَرِحَ أَحَدٌ بِغَيْرِ اللَّهِ إلَّا بِغَفْلَتِهِ عَنِ اللَّهِ. فَالْغافِلُ يَفْرَحُ بِلَهْوِهِ وَهَواهْ، وَالْعاقِلُ يَفْرَحُ بِمَوْلاهُ” (بِرَبِّهِ).
وَأنْشَدَ ابْنُ سَمْنون بنُ حمزةَ الخوّاص البصري (من أعلام الصُّوفِيَّةِ (ت٢٩٨هج) في هذا الْمَعْنَى: من الطَّويل
وكانَ فُؤادي خالِيًا قَبْلَ حُبَِكُمْ
وكانَ بِذِكْرِ الْخَلْقِ يَلْهُو وَيَمْرَحُ
فَلَمّا دَعا قَلْبِي هَواكَ أجابَهُ
فَلَسْتُ أَراهُ مِنْ فِنائِكَ يَبْرَحُ
رُمِيتُ بِبُعْدٍ مِنْكَ إنْ كُنْتُ كاذِبًا
وَإنْ كُنْتُ فِي الدُّنْيا بِغَيْرِكَ أَفْرَحُ
وَإنْ كانَ شَيْءٌ في الْبِلادِ بِأَسْرِها
إذا غِبْتَ عَنْ عَيْنِي لِعَيْنِيَ يَمْلُحُ
فَإنْ شِئْتَ واصِلْنِي وَإنْ شِئْتَ لا تَصِلٍ
فَلَسْتُ أَرَى قَلْبِي لِغَيْرِكَ يَصْلُحُ
———-
يَقولونَ الشِّعْرُ الحقيقةُ الخامِسَةُ، فَلِلَّهِ دَرُّ الْفُحولِ منهم، كَأَنَّهُمْ يَعْلَمونَ ما في الْقُلوبِ.
تعليقات
إرسال تعليق