.....قرار غمد..... بقلم...سهاد حقي الأعرجي...
.....قرار غمد.....
بقلم...سهاد حقي الأعرجي...
........................
قرار كتب نصه...
على منصة قلبي الممزق...
واقتطع أوراقه...
من غصن روح طيبة...
كانت ومازالت ترغب بالسلام...
حبره من ذلك الكحل الأسود...
الذي تكحلت به العين...
عندما احترقت أدمعها...
لغدر أصابها وحزن غبي...
ضرب أيامها بسهم أعمى...
ومليئ...
بتلك المشاعر الشمطاء...
تدق ناقوس الموت الأبدي...
على حلم لطالما كان هنا...
ولكن ذبح بسيف مثلوم...
لم تزره كلمة الحب يوماً...
أو توقفه سنين صداقته...
مع غمده المزركش الذي...
احتوى كل جروح نزفه...
دون رفض او غثيان يصيبه...
بل بالعكس كان يحاول...
أن يلملم كل شتاته ويبرأ...
آلامه ويمسح الآهات من...
فوق جبينه الساخن...
من أثر...
ملحمته مع نفسه اولا...
وبعدها من حوله...
لم يكن يوماً يشكو منك...
وما يغرز بباطن روحه...
من أوجاع تبتر كل لحظاته...
في كل مرة يدخل...
ذاك السيف جيبه...
لتتناثر شظايا آلامه...
هناك بين ثنايا وتينه...
ولا يستطيع أن يعبر...
عن مدى آهاته منه...
أو يشكوا وكيف انها...
تضغط على جروحه...
وهو...
يبتلع صرخاته الخرساء...
ويبتسم لمن أحب...
وكأنه باع ذاته لمن قتله...
ولم يكن يبالي...أبداً
ولكن...كفى توقفي
ألم يأن أوان النطق...
وافراغ قارورات السكوت...
وتحرير أناملك الصماء...
وأن تحملي ذلك السيف...أنت
وتقطعي غمدك وتهبطي...
من تلك التلال التي...
جثمت على صدرك...
وخنقت أنفاسك وبإصرار...
مقيت ينفر منه كل من حوله...
واغرزيه بقوة بصدر الأنين...
وتعلمي أن تقولي لا...
وتطلقي العنان لصوتك...
الذي حشرت به كل الطلاسم...
والأحزان بحنجرته...
وتأبى الخروج من جحرها...
التي تصلبت وتقوت كل...
جوانبه بخيوط العنكبوت...
لتظل تلسعه وتمتص...
وتيرة هدوئه وحكمته...
وشجاعة قلبه...
والآن سينتهي...
زمن الضرب والصمت...
فلقد تحررت من كل القيود...
الملغمة بالغدر المهين...
ولن أسمح بعودتها...
لتكون صفحة في كتابي...
من جديد...
وسأرحل بعيداً عن الجميع...
والى الأبد...
وسأمحوا كل أثر لي...
ببساطة أقول...
أنكم خسرتم ربيعاً كان هنا...
وبين أيديكم يرسم لكم...
أبهى لوحات الصباح والمساء...
لقد أخفقتم كثيراً بالاحتفاظ...
بكل معالمه النقية وأحاسيسه...
التي لم تخطأ يوماً معكم...
فهو الآن راحل بعد أن...
رمى ذلك الكيس الكبير...
المحمل بآهاتكم وسموم أفكاركم...
من فوق أكتافه...
ولن ينظر...
خلفه مرة أخرى...
ولا عودة..أبداً
---بقلمي---
...سهاد حقي الأعرجي...
17/3/2022
الخميس
تعليقات
إرسال تعليق