الاحتضار الأخير... بقلم...صادق الدفتري
الاحتضار الأخير...
بقلم...صادق الدفتري
————————
مثل روح تنازع الاحتضار
ودعّتك حياة
واستودعتك شغفي
تحمله معك الى حيث تشاء
استودعتك روح العشق
والوان الربيع
استودعتك ملامحي
ونظرة كانت بملكوتك تضيع
واستودعتك احلاما وطفولة
من اجمل ماخلق الله
بكونه البديع
ومضيت .. التحف الرحيل
وطيفاً المّلم له شتاتي
كلما جنّ الليل
وافترشَ الحزن اضلعي
بمتى وكيف وملام
وبريقاً ينبلج من جثتي
كلما استفاقت لهفة
على اعتاب حلم عاجز
يبحث عن قيثارة صدفة تبكيه
من قال أني مضيت عنك
لقد كنت اليقين الناصع
بغبرة الافكار
والمنتصر الغالب على هواجس
اليقظة والمنام
أتذكّر اني لمحتك بأول نظرة لطفلتي ...
ابتسمت لاول مرة يومها وانا
اجسّكَ بتفاصيلها البريئة
وصرت اراك تكبر وتكبر
تنادم وحشتي ببضع انفاس
اشهقها بكل موت ...
يستعيذ بها وجودي العاصي كل
فكرة تلوذ بالنسيان
وتلقن الايام معنى البقاء الخاسر
على اعتاب عمرٍ مسلوب
كنتُ استحثّني كما يستحثُّ الزمن
ميلاً صدئاً
استنفذت روحه معنى الدوام
واستقرّ على لحظة سكون ابتلعت اعاصير قهر
نأت الى موت مكرر
يذرف الساعات وينتحب دهور الخيبة
جفناً يتوسل إغفاءة عابرة
بلحظة خارج مدن الشعور المهجورة
حيث تناثرت اشلائنا وانبتت
يقطينة تفيء بها ظلالنا اللاهثة
من محرقة الاجساد
حتى اني تسائلت مرارا
ماتصنع المقابر بالموتى ..
أتواري اجسادا
أم امنيات اجهض رؤاها القدر
فـَ توسدت ظلمة الاجساد الباردة
الى شوق يشحذ الرقاب بِـ حجر ....
كنتُ أرى فيك الكثير من الصور
واحدثك بظنون تراودني
أنّكَ بليلة حمراء نسيتني وواريت جثمان
عشقي دون كفن
لطالما بكيت وأنا اعاتب المغيب
وأنّى للشمس هذا الجحود
تشرق دون ان تأتيني منك بقبس ضياء
يبر عتمتي ويحيل الجفا اضغاث وصلٍ ولقاء ... لعل سباتي يفيق
لأغفو بطمأنينة تغمر اعوامي الثكلى
بين جثث القصائد والحنين ...
.
.
صادق الدفتري
تعليقات
إرسال تعليق